آخر المواضيع
recent

زهــور الأمل

زهـور الأمــل..




بين روْح الله المُؤاسي ، ومَددِ الرجاءِ الآسي تندملُ الجفونُ القريحة ، وتلتئمُ القلوبُ الجريحة وتنتعشُ الجدودُ العاثرة..
الكروانُ يموتُ فرخهُ في المساءِ ، وفي الصباحِ يرقصُ و يصدَح !
والشاةُ يُذبحُ حملها في الحظيرة ، وفي المروجِ تثغو و تمرح !
والقلب يُقطع من القلبِ والرُّوحُ تُنزعُ من الروحِ ، ثم يعيشُ المُحِبُّ بعد حبيبِه والوالدُ بعدَ ولده
كما يعيشُ النهرُ الناضبُ في ارتقابِ  
الفيضان،والروضُ الذابلُ في انتظارِ الربيع
لله على الناسِ نعمتانِ لا يطيبُ بدونهما العيش ، ولا يبلغ إلا عليهما العُمر : النسيانُ و الأمل

ماذا كان يصنع الأسى بالقلوب الوالهة إذا لم يمحُ النسيانُ من الذهنِ صورةَ الحبيبِ الراحلِ
أو الهاجر ؟
تأمّل حالك يوم فجعكَ الموتُ في عزيزٍ عليك ، أما كنت تجدُ لهيبَ الحزنِ مُتصلاً يوقدُ صدركَ
من غيرِ خُبُوَ . ويذيبُ حَشاك من غير هُدْنَةٍ ؟
تصوَّر دوامَ هذه النار على نياطِ القلبِ وأعصابِ الجسد، ثم قَدّر في نفسكَ الحياةَ على هذه
الصورة على أنها والحمد لله لا تدوم
فإن الجبارَ الذي سَلَّط الألم على الروح ، هو الرؤوف الذي سلط الزمنَ على الألم 
فالزمنُ لا ينفكُّ يسحبُ ذيولَ الأيامِ والليالي، على الصورِ والآثارِ حتى تنطمسَ المَشابهُ
وتعفو الرسوم ، ولا يبقى من المفقود إلا صورة لا تنطق ، ولا من الجراح إلا ندبة لا تحس
 وماذا كان يفعل اليأسُ بالنفوسِ المكروبةِ إذا لم يفتح الأملُ أمامها فرجةً في الأفقِ
المُطْبق، وفسحةً من الغدِ المجهول ؟
يا ويلتا للفقير يعتقد أن فقرهُ يدومُ بدوامِ الحياة ! وللمريض يرى أن مرضه ينتهي بانتهاء
الأجل ! ويا بُؤساً للحياةِ إذا لم يقل المأزومُ والمحرومُ والعاجز :
إذا كان في اليومِ قنوط ، ففي الغدِ رجاء ، وإذا لم تكن ليَ الأرضُ .. فستكون ليَ السماء !

نص للأديب أحمد حسن الزّيات 



Unknown

Unknown

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.