آخر المواضيع
recent

حقيقة الصّبر، الصّبر على التغيير

حقيقة الصّبر .. الصّبر على التغيير
د. أحمد خيري العمري




مع الرؤية السائدة، وبسبب الموقف الغامض من القدر
لم يعد الصبر تلك الوسيلة الفعالة للتغيير، على العكس
لقد صار أداة لإبقاء الوضع على ما هو عليه، صار مجرد وسيلة للتحمل
أداة تسكين وتخفيف للألم مع أقل قدر ممكن من التشكي والتضجر
إنه صبر المفعول بهم لا صبر الفاعلين الذين غيروا العالم

إنه الصبر الذي يشبه نبتة أخرى، ليست نبتة الصبار بل الأفيون، الصبر المخدر الذي يعلقه الناس ليجتروا حياتهم بكل آلامها ومعاناتها ومظاهر سلبياتها
يحتاجه الناس لكي يتعايشوا مع واقعهم المرير - الذي لا يملكون تغييره – 
ولا حتى يفكرون بتغييره
إنه ليس الصبر على التغيير والتحدي، بل الصبر عن التغيير وعن التحدي وعن المواجهة
إنه الصبر المرادف للانتظار المجرد الانتظار الفارغ من أي أمل أو أي رغبة في كسر هذا الفراغ
انتظار الأشرعة المكسورة لكل ما قد تأتي به السفن، الانتظار الذي قد يكون مفتاحا للفرج !
إنه الصبر الذي صار جزءاً من عاداتنا وتقاليدنا وسلوكياتنا .. من أمثالنا وأعرافنا، صار لصيقاً بنا
في كل مفردات حياتنا.. 
ليس أكثر من حبة مسكنة للألم أو فاليوم مهدئ وربما أحياناً تصل الجرعة منه إلى الأفيون
ذلك هو الحاصل النهائي لمفهوم الصبر بعد أن تم الترسيم والتنظير الإيديولوجي لتخلية الإنسان من مسؤولية أفعاله وإرادته 





Unknown

Unknown

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.