ستّ خطوات للانتقال من جحيم السّلبية إلى نعيم الإيجابية



الكاتب : نسرين عزّ الدين
السلبية تؤثر على حياة الفرد وعلى المحيطين به بشكل كبير جداً. ورغم أن الطاقة السلبية هي مصطلح علمي يرتبط بالفيزياء لكنه يستخدم على نطاق واسع في علم نفس وبمعنى مختلف تماماً.
الطاقة السلبية هي جميع المشاعر السلبية وما تتركه من آثار نفسية على الشخص وأهميتها تكمن في أنها تؤثر بشكل كبير على المحيط بحيث يمكن لهذه الصفة أن تصبح سمة عامة لمجتمع بأسره. المشاعر هذه قد تنطلق من الفرد وقد تكون نتيجة تأثير مباشر للمجتمع على الفرد، فالمجتمعات التي تعيش أوضاعا اقتصادية واجتماعية وسياسية سيئة تعاني من الإحباط وبالتالي مجتمعات غير قادرة على اتخاذ القرارات أو الإيمان بمستقبل أفضل.
أما على صعيد الأفراد فهذه الطاقة تشل قدرة الفرد بشكل كامل كان كما أنها تؤثر على صحته البدنية والنفسية والعقلية. استبدال الطاقة السلبية بأخرى إيجابية ليست بالمهمة السهلة لكنها كما جميع العقبات التي تواجه أي شخص في الحياة فإن البداية تكون باتخاذ القرار.. حين تقرر أنك تريد أن تصبح شخصاً إيجابياً حينها فقط يمكن الانتقال من الجانب السوداوي إلى الجانب المشرق من الحياة.
وقبل الحديث عن الطرق التي يمكن من خلالها التخلص من السلبية، يجب أن نذكر مجدداً أن المهمة ليست بالأمر الهيّن وقد تفشل أكثر من مرة خلال رحلة الانتقال هذه لكن عليك عدم الاستسلام لليأس والإحباط لأنك وبكل بساطة تفوت على نفسك فرصة الاستمتاع بالحياة التي تعيشها لمرة واحدة فقط.

أولاً: التوقف عن لعب دور الضحية
لمعرفة حجم هوس المجتمعات العربية على اختلافها بلعب دور الضحية كل ما عليك القيام به هو إلقاء نظرة على مواقع التواصل الاجتماعي. مئات آلاف الصور والاقتباسات تنشر يومياً عن كونهم ضحايا الحياة أو القدر أو الآخرين.
لعب دور الضحية هو أسهل طريق لعدم تحمل المسؤولية، وعندما تختار أن تكون الضحية فأنت تغرق نفسك في السلبية عن سابق إصرار وتصميم. فإن كنت من الفئة التي تظن بأن «عليها» العمل، أو بأن جميع الأمور السيئة تحدث لها دون سواها وحين تلوم الظروف والحظ والآخرين على كل مشكلة تواجهك فأنت تملك عقلية الضحية.
بداية الحل تكون بتحملك المسؤولية، أي أن حياتك أصحبت على ما هي عليه بسبب قراراتك الخاطئة وبسبب تخاذلك في مرحلة ما. وحين تتمكن من تحقيق ذلك ستدرك وبشكل تلقائي بأن تملك القوة لقلب الأمور لصالحك وبأنك تملك طاقات غير محدودة لجعل حياتك أفضل . 

ثانياً: تعديل الطريقة التي تفكر بها 
يمكنك أن تكون أفضل صديق لنفسك أو أكبر عدو لها. التغيير يبدأ دائماً منك، فإن كنت تسعى وبجدية لتصبح شخصاً إيجابياً عليك أن تبدأ بالبحث عن مكامن الخلل في شخصيتك والعمل عليها. البداية تكون بأبسط الأمور كالكلمات التي تستعملها والأفكار التي تراودك. مثلاً فشلت في مهمة ما وتشعر بالسوء وما تنفك تلوم نفسك، عوض جلد نفسك بفكرة انك لا تصدق بأنك فشلت في تحقيق ذلك اعتمد مقاربة أكثر إيجابية تتمحور حول الاعتراف بالفشل والاعتراف أيضاً بأن تملك القوة الكافية للقيام بالمهمة بشكل أفضل في المرة القادمة. 
المهمة هذه تتطلب الوقت والصبر لكن التخلص من الأفكار السلبية ستجعلك تدرك انك قوي جداً وأنك كنت دائماً العقبة الوحيدة أمام تقدمك في الحياة والعمل. 

ثالثاً: تعلم تقدير كل شيء 
عندما ينحصر تفكيرك بنفسك وبحياتك فإنه من السهولة بمكان الاقتناع بأنك تستحق ما منح لك. عندما يسيطر مصطلح «أنا أستحق» على آلية تفكيرك فإن ذلك يدفعك لجعل نفسك محور الكون وإلى وضع معايير وتوقعات غير واقعية تتعلق بضرورة قيام الآخرين بالاهتمام بك ومراعاة احتياجاتك وتلبية رغباتك.
هذه النوعية من البشر يصعب التواجد حولها لأنها تنشر الطاقة السلبية أينما حلت والتعايش معها رحلة تستنزف طاقات الآخرين. 
آنت لا تستحق أي شيء إن لم تقدم للآخرين شيئاً في المقابل.. وهذه الأشياء تبدأ من تعلم تقدير تفاصيل حياتك وتفاصيل حياة الآخرين مهما كانت سخيفة .فالمشاكل اليومية البسيطة التي تجعلك أقوى تجعل علاقاتك بالآخرين أفضل أيضاً حين تتواصل معهم وتقدرهم. الشعور بالامتنان سيجعلك تدرك بأن الحياة لا تتمحور حولك فقط وستبدأ تدريجياً بالتحول إلى ذلك الشخص الذي يعطي ولا يأخذ طوال الوقت. 

رابعاً: تعلم الضحك .. خصوصاً على نفسك 
نمط الحياة المتسارع قد يجعلك تشعر أحياناً وكأنك رجل آلي خصوصاً إن كنت من الفئة التي تضع حياتها المهنية كأولوية. الطموح ليس بالأمر السيء، لكن حين يسيطر على حياتك كاملة فهو يتحول إلى مصدر للطاقة السلبية. التمتع بالطاقة الإيجابية يعني التعامل مع الحياة بخفة أحياناً. 
الضحك يدخل الإيجابية إلى حياتك ويذكرك بأنك تتعامل مع الأمور بجدية بالغة. إن كنت من الفئة التي لا تتقبل السخرية الظريفة أو التي لا تجد النكات مضحكة، وتشعر بالإهانة في حال قام أحدهم بممازحتك فأنت تأخذ الأمور بجدية سلبية .تعلم السخرية من نفسك وقم بالضحك ملء شدقيك على مواقف سخيفة مررت بها، فالتجربة هذه ستجعلك تكتشف الأمور التي تجعلك سعيداً ..والسعادة تعني الإيجابية. 

خامساً: تعلم مساعدة الآخرين 
السلبية مرادف للأنانية، فالأشخاص الذين يعيشون من أجل أنفسهم فقط لا يملكون هدفاً في الحياة. فإن كان هدفك هو الاهتمام بنفسك فقط وتحقيق طموحاتك فأنت في الواقع لا تملك أي هدف على الإطلاق. متعة الطموحات تأتي من الشعور الذي يختبره المرء بعد تحقيقه، وإن كنت أنت الهدف والطموح فلن تختبر بأي شكل من الأشكال المشاعر الإيجابية. 
الطريقة الوحيدة لخلق الهدف والشعور بالإيجابية هي من خلال مساعدة الآخرين. يمكنك البدء بالأمور البسيطة كفتح الباب لأحدهم، أو المبادرة بسؤال شخص تكترث لأمره عن يومه قبل أن تبدأ بالحديث عن يومك. أهمية مساعدة الآخرين تكمن في أنهم سيبدؤون بتقديرك وسيصبح وجودك هام جداً بالنسبة إليهم وحين تتمكن من لمس ذلك التقدير ستدرك أنك دخلت في مرحلة الإيجابية. 

سادساً: تواجد مع أشخاص إيجابيين 
الإنسان يتأثر بمحيطه فإن كنت في محيط يستنزف قدراتك ويجعلك تشعر بالسلبية طوال الوقت عليك البحث عن محيط آخر. الأصدقاء الدائمي الشكوى العاشقين للدراما واليأس وكل ما هو سلبي في هذه الحياة عائق كبير أمام تحولك إلى الجانب المشرق. عليك إحاطة نفسك بمجموعة من الأشخاص الإيجابيين الذين سيقدمون لك نظرة مختلفة تماما للحياة. المجموعة السلبية الأصلية الخاصة بك قد تقدر تحولك هذا أو قد تشعر بالرعب منه، من يتقبل مزاجك الايجابي الجديد فهم من الأشخاص الذين سيصبحون خلال مراحل لاحقة إيجابيين ، أما الذين سيشعرون بالرعب فعليك إبعادهم عن حياتك لاتهم سيعيدون إدخالك في متاهة السلبية. 

Unknown

Unknown

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.