آخر المواضيع
recent

الرّجل الذي أوقف الصحراء



[قصّة نجاح]  الرّجل الذي أوقف الصحراء 

رجل واحد يستطيع أن يُحدث فرقا .. إن آمن بذلك

إنّه ياكوبا ساوادوغو، مزارع مبتكر ذي عقليّة مستقلة أراد أن يقيم في مزرعته مع زوجاته الثلاث وأطفاله وعددهم واحد وثلاثون.. بقلم: مانتوي فاكاناثي/ وكالة الأنباء العالمية انتر بريس سرفيس (IPS)
تشانجوان - كوريا الجنوبية - الجميع يعرفون المزارع ياكوبا ساوادوغو باسم  "الرجل الذي أوقف الصحراء"، فبعد أن كانوا في قريته الصغيرة في بوركينا فاسو، وكانوا يسمونه "الرجل المجنون" عندما بدأ يحاول منذ حوالي ثلاثة عقود إنقاذ أرضه القاحلة من زحف ظاهرة التصحّر عن طريق زراعة أشجار نمت لتصبح الآن غابة مساحتها 15 هكتارا ..
أمّا الآن وبعد مرور 30 عاما، بدأ أهالي قرية غورجا - قريته - في شمال غرب بوركينا فاسو الذين سبق وأن غادروا أراضيهم غير الخصبة بحثا عن حياة أفضل في المدينة، بدؤوا يعودون إلى ديارهم وأراضيهم لاقتباس أسلوب "الرجل الذي أقف الصحراء".
في غضون ذلك، يتوافد المزارعون وخبراء البيئة والعلماء على بيت ساوادوغو للتعلّم من هذا الرّجل الذي أوقف الصحراء بمفرده. وفي نفس الوقت، يجوب ياكوبا ساوادوغو أرجاء العالم لسرد قصة نجاحه التي جذبت أيضا اهتمام المخرج السينمائي مارك دود، فأنتج فيلما عنه  بعنوان "الرجل الذي أوقف الصحراء"، حاز على جوائز بل وجرى عرضه أيضا أثناء الدورة العاشرة لمؤتمر اتفاقية الأمم المتّحدة لمكافحة التصحّر الذي اختتم أعماله يوم 21 أكتوبر في مدينة تشانغوون في كوريا الجنوبية ..
والملف للنظر هو أن ساوادوغو لم يكن في البداية قد فكر حقيقة في وقف التصحّر. فقبل ثلاثين عاما كان كل ما يسعى إليه هو إيجاد وسيلة لحصاد محصوله في منطقة أصبحت أرضها جرداء وتخلّى الكثيرون من جيرانه عن زراعتها وهاجروا إلى المناطق الحضرية.
فسرد هذا الرّجل المسنّ والمتعدّد الزّوجات قصّته على المندوبين المشاركين في مؤتمر اتفاقية مكافحة التصحر في كوريا الجنوبية: "لم يكن لدينا (في قريتنا) طعاما أو غذاء بسبب الجفاف وندرة المياه"..

عندما أدرك ساوادوغو أنّ حفر الحفرات المعتادة لم يعد كافيا لري الحقل قرّر أن يحفر حفرة أكبر وأوسع بغية الحفاظ على مياه الأمطار لفترة أطول ثم قرر استخدام السّماد للمساعدة على نمو بذور السّمسم والحبوب -الذرة والدخن- التي زرعها
لكن الرجل لم يكن قلقا بشأن تأمين الغذاء فحسب وإنّما لتحوّل أراضي قريته غورجا إلي صحراء وبسرعة. وهنا بدأ في زراعة الأشجار، ليس فقط  لحفظ الأراضي من التدهور ولكن أيضا لاستعادة منسوب المياه الجوفية إلى مستويات غير مسبوقة
وواصل "الرجل الذي أوقف الصحراء" روايته للمسؤولين والعلماء والخبراء الذين شاركوا في مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر في هذه المدينة ، فقال: ظنّ الناس أنّني مجنون عندما بدأت زراعة هذه الأشجار والآن سوف يدركون مدى فائدة الغابات.. هذه الأشجار التي زرعها بمساعدة أسرته ، أصبحت الآن غابة كثيفة مساحتها 15 هكتارا ومكوّنة من النباتات الأصلية التي يجري استخدام بعضها لأغراض طبية
والنتيجة هي أن "الرجل الذي أقف الصحراء" يرسل الآن بذوره للمزارعين في بوركينا فاسو وفي منطقة الساحل الأفريقي التي تشمل نظاما بيئيا خاصا بها وتغطي مساحة شاسعة قدرها 1000 كيلومترا تمتد من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر ..
قال كريس رييج، منسق مبادرات إعادة تخضير أفريقيا في مركز التعاون الدولي: إن الخبراء لدينا لديهم الكثير مما يجب أن يتعلموه من هذا الرجل ياكوبا ساوادوغو .. ياكوبا في مقدوره أن يصبح أستاذا في معهد .. ليأتي العلماء للتعلم منه.
هذا صحيح.. فقد ذهب دوركاس كايزر، المتخصّص في النمل الأبيض، إلى قرية غورجا للتعلّم من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة حول الدّور الذي تلعبه الحشرات في استصلاح الأراضي.
ويقول كايزر: هذا المكان هو حلم العالم المتخّصص في دراسة دور النمل الأبيض في عملية الاستصلاح.
ثم يضيف بحماس: لقد توصّل مزارع من أصحاب الحيازات إلى نظام فعال لم تتمكّن المنظّمات العالمية من التوصل إليه.
لكن هذا التقدير لا يقتصر على الخبراء والعلماء دون غيرهم فكان لوك غناكادج، الأمين التنفيذي لاتفاقية مكافحة التصحر، قد أشار أيضا إلى دور المزارعين في إعادة تخضير أفريقيا، وذلك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر يوم 17 أكتوبر . وقال: أنّه يجب تشجيعها، بل ويجب أن تشجعها
الحكومات في كل مكان وكلما يكون ذلك ملائما .
وقال أحد كبار المتخصصين في إدارة الأراضي المستدامة في مرفق البيئة العالمي (GEF) الدكتور محمد بكر، أن السكان الأصليين مثل ساوادوغو، لا يحتاجون في الواقع إلى الكثير من المال لإحداث التغيير وشدد على أن السّياسات التي تقول :"لا يمكنك امتلاك الأشجار أو حيازة
الأراضي" تحمل الأهالي على إهمال هذه الموارد".
ويذكر أن مرفق البيئة العالمي يساعد حكومات في أفريقيا على إزالة هذه  الحواجز من أجل خلق بيئة مواتية للأهالي للمشاركة في مكافحة التصحّر  وضمان الأمن الغذائي.
ومع ذلك، وعلى الرغم من كل ما سبق ومن أنّ الرجل الذي أوقف الصحراء قد حقّق إنقاذ قريته من أن تتحوّل إلى صحراء، فالواقع أنه قد يفقد كل من أرضه وغابته. والسّبب هو أنّ حكومة بلده، بوركينا فاسو، تشرع الآن في عملية الحجز على أرض ساوادوغو لمشروعات بناء.
فقد كان الرجل قد اكتسب هذه الأرض من خلال النّظام التقليدي وليس لديه سند ملكية..
مما يقوله ياكوبا ساوادوغو : « لا توجد تربة بدون أشجار »
ويقول: « نحن نعيش هنا منذ أجداد أجداد أجدادنا »
...
لمشاهدة أفلام قصة ياكوبا ساوادوغو على اليوتيوب .. على الرّوابط التالية
The Man Who Stopped the Desert
https://www.youtube.com/watch?v=lRcLZO3zH7o
..
What Yacouba did next

https://www.youtube.com/watch?v=ooY3i-LiVxU


Unknown

Unknown

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.