المصدر بتصرّف: Fernand Seguin- La bombe et I’Orchidee
لدى الإطلاع على الأبحاث
الحديثة عن تكاثر زهرة الأوركيد تجد فرقاً ما بين الأزهار الأنثوية والأزهار الذكرية،
فالأزهار الأنثوية متماثلة تقريباً، في حين تُظهِر الأوركيد الذكرية تنوعاً كبيراً
في الأشكال والألوان مما يحمل على الاستنتاج أن الإلقاح ليس وليد مصادفة ..
كذلك فالقنبلة الثنائية
ليست أبدا وليدة الصّدفة، فقد انكبّ عليها الجيش الأميركي خلال خمسة وعشرين عاماً ،
بحيث بلغت تكاليفها المتراكمة خمسة وسبعين مليون دولاراً، وهي قنبلة مخرّبة للأعصاب
ومعدّة لشلّ الجهاز العصبي ..
وقد سمّيت ثنائية لأنها
تحوي عاملين كيميائيين لا يؤذي أي منهما منفرداً لكنّ قذفها يؤدي إلى مزج العاملين
وما يلي ذلك إطلاق المادة المخرّبة للأعصاب، لكن الخبراء الأمريكيون يخيب ظنهم بما
يحدث من ارتفاع في درجة الحرارة عندما تقذف الطائرة القنبلة الثنائية فيفسد الخليط
ويلتهب وتنفجر القنبلة في الفضاء وما هو الأسوأ من ذلك فالقنبلة غير مجهّزة في داخلها
بمتحكم حراري مما يحول دون قياس درجة الحرارة الحرجة والتأكد من أن العدو سيلقى على
رأسه قنبلة سليمة لا شكّ في سمّيتها على الجهاز العصبي وقد صرّح القائد الذي يدعمها
أنها أحسن من القنابل الأخرى في ترسانتنا ..
أما آلية العمل بالنسبة
للأوركيد فذات دقة مثيرة للإعجاب فالنحلة التي تلج زهرة ذكرية لتجني الرحيق تتعرض لقذف
كيس من حبيبات الطّلع تلتزن على ظهرها وتدفعها إلى التّخلص منها ولكن ليس بولوج زهرة
ذكرية أخرى وإنما بالتّوجه إلى زهرة أنثوية يَسهل التعرّف عليها بواسطة لونها الخاص
وهذه الآلية المنضبطة تعمل
خلال ملايين السنين بشكل رائع ..
إنه من المسموح أن نفضّل
الزّهرة، فما بين الأوركيد والقنبلة .. أختار الزهرة ..
ولكني إذا أعطيت فرصة اختيار أخرى فإني أنحاز
للإنسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق